أطول توقف في التاريخ: الأسواق العالمية تدفع ثمن مهزلة واشنطن

"الحكومة ستغلق أبوابها" — قد تبدو هذه العبارة كنكته، لكن الواقع أكثر عبثية مما نتخيل. في 4 نوفمبر، مرة أخرى، ألقى مجلس الشيوخ مشروع قانون التمويل في سلة المهملات. منذ الأول من أكتوبر، هذا الإغلاق استمر لمدة تجاوزت 35 يوماً، محطماً رقمًا قياسيًا، ولا يبدو أن هناك نهاية في الأفق.

باختصار، هذه هي نتيجة تمزيق الحزبين لبعضهما البعض. الديون تتراكم، والمفاوضات على الميزانية تعجز عن التوصل إلى اتفاق، ومن يدفع الثمن؟ مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين بدون رواتب، مشاريع البنية التحتية تتوقف، ومشاريع البحث العلمي تتعطل، وحتى الجهات التنظيمية المالية تكاد تكون ميتة. ثقة السوق؟ لقد تلاشت منذ زمن بسبب هذه المهزلة السياسية.

الأمر الأسوأ أن صدمات هذه المهزلة انتشرت عالميًا. الأسهم الأمريكية انهارت مؤخرًا بشكل كارثي، وسوق التشفير أيضًا دخلت في بحر الدم، حيث تعرضت العملات الرئيسية مثل BTC و ETH لضغوط شديدة. لا تظن أن الأمر يخص الأمريكيين فقط — فهم أكبر اقتصاد عالمي، وعندما يعاني أحدهم من سعال، يتأثر العالم كله بنزلة برد. إذا خرجت أزمة الديون عن السيطرة، فإن سلاسل التجارة، نظم الصرف، وتدفقات الأموال ستصبح فوضوية.

الآن، الرقم القياسي قد تم كسره، لكن المشكلة تتفاقم. لا يزال فريق واشنطن يتجادلون، وما يتبقى للمستثمرين العالميين هو عدم اليقين المستمر. إلى متى ستستمر هذه النزاعات السياسية؟ لا أحد يعلم الإجابة.

لكن ما هو مؤكد هو: كل يوم يتأخر فيه الحل، يزداد قلق السوق.