ضجة النظام المالي الكمي: فصل الحقيقة عن الخيال

لقد سمعت على الأرجح الضجة: “نظام مالي كمي” غامض (QFS) قد يحل محل SWIFT، ويقضي على الفساد المصرفي، ويحدث ثورة في المالية العالمية بين عشية وضحاها. يبدو رائعًا، أليس كذلك؟ لكن هناك مشكلة - لا يوجد أي دليل موثق على أنه موجود بالفعل.

ما هي خرافة QFS؟

تتمثل الفكرة في التالي: تخيل الذكاء الاصطناعي + الحوسبة الكمية تدعم كل معاملة مالية على الكوكب، مما يجعل البنية التحتية المصرفية الحالية عفا عليها الزمن. في النظرية، يبدو الأمر أنيقًا. في الممارسة العملية؟ نحن بعيدون عن ذلك.

التحقق من الواقع: لا توجد مؤسسة موثوقة أعلنت أنها تبني هذا. لا جدول زمني. لا نموذج أولي عامل. مجرد تكهنات على الإنترنت.

ما الذي يحدث فعلاً بدلاً من ذلك

بينما لا يزال نظام QFS الكامل خيالاً علمياً، فإن المكونات التقنية الأساسية موجودة حقاً:

• عملات البنك المركزي الرقمية (CBDCs): وفقًا لمتعقب CBDC ، فإن معظم الدول تستكشف بنشاط نسخًا رقمية من عملاتها الورقية
• الحوسبة الكمومية في التمويل: تقوم البنوك بهدوء بتطوير أنظمتها الكمومية الخاصة - ولكن لحالات استخدام محددة مثل تحسين المحفظة وتسعير الخيارات، وليس لتجديد كامل للنظام.
• دمج البلوكشين: تقوم مؤسسات متعددة بتطبيق تقنية البلوكشين لزيادة أمان المعاملات وشفافيتها
• التداول المدعوم بالذكاء الاصطناعي: نماذج التعلم الآلي المتطورة تعيد تشكيل كيفية عمل الأسواق

القصة الحقيقية

بدلاً من “QFS” الثورية الواحدة، ما نراه هو تطور تدريجي:

• قوة حسابية محسّنة
• تحليل بيانات أفضل
• تحسين بروتوكولات الأمان
• أوقات تسوية أسرع

هذا النهج الجزئي هو ما يكتسب فعلاً زخمًا - ليس لأنه لامع، ولكن لأنه يعمل ضمن الأطر التنظيمية الحالية.

ما التالي؟

لن يكون النظام المالي بعد 5-10 سنوات قفزة كوانتية مفاجئة. سيكون نظامًا بيئيًا هجينيًا حيث:

• المؤسسات التقليدية تعتمد الكوانتم و البلوكشين بشكل انتقائي
• تصبح العملات الرقمية للبنك المركزي أكثر انتشارًا
• تلعب العملات المشفرة دورًا أكبر ( لكن لا يزال متنازعًا )
• تظهر تقنيات جديدة لم نتخيلها بعد

الخلاصة: توقف عن الانتظار لإصدار QFS مثل تحديث البرنامج. مستقبل المالية يتم بناؤه الآن - بشكل أكثر فوضوية، وببطء، لكن بشكل أكثر واقعية مما تشير إليه الضجة.