في سوق الثور عام 2021، وصل إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى أكثر من 3 تريليونات دولار. والآن، لا تزال عند نفس المستوى تقريبًا، أكثر من 3 تريليونات دولار. هل يعني ذلك أن السوق قد برود تمامًا؟

لا تتسرع في إصدار الأحكام. يجب أن ندرس البيانات بعناية — في الموجة السابقة، كانت البيتكوين والإيثيريوم هما الأبطال، أما الآن؟ فعملات الميم والذكاء الاصطناعي تتنافس على الأضواء وتحتفل. المنطق الأساسي للسوق قد تغير منذ زمن بعيد.

ما المشكلة إذن؟ تدفق الأموال الجديدة يتجه نحو القصص الجديدة. العملات القديمة، باستثناء البيتكوين، تكاد تفقد دمها. الحجم الكلي لم يتغير، لكن وجهة الأموال تغيرت تمامًا.

رأيي هو أن هذه الموجة لم تنته بعد، وإنما طرق اللعب تتطور. سابقًا، كانت السوق بقيادة المؤسسات، والآن، هو معركة بين المستثمرين الأفراد. يمكن أن يظهر عشرات الآلاف من العملات الجديدة خلال يوم واحد من عمليات الضخ، وهذا مستوى من الجنون لم نشهده حتى في 2021.

السوق لا يفتقر إلى المال. ما ينقص هو القصص الجديدة التي تستطيع جذب رؤوس أموال كبيرة. مفاهيم مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية الحقيقية لا تزال في مراحلها المبكرة، وربما لم تصل بعد إلى ذروتها.

أما عن الآليات الجديدة، فقد اطلعت مؤخرًا على تصميم الحرق في مشروع Linea، وهو فعلاً شيء يستحق الانتباه.

كل عملية تداول تتضمن حرق ETH وLINEA في آنٍ واحد — 20% منها يُحرق مباشرة، والباقي 80% يُحول أولاً إلى LINEA ثم يُحرق. هذا النموذج المزدوج للحرق نادر في مسارات Layer 2.

الأكثر إثارة هو أنهم يتتبعون جميع الرسوم بعد TGE في 11 سبتمبر، وهو أمر يظهر نية صادقة، على عكس بعض المشاريع التي أطلقت آليات الحرق وتركوا الرسوم السابقة غير مرئية.

بالطبع، نجاح آلية الحرق في دفع الأسعار يعتمد بشكل رئيسي على نشاط البيئة. إذا لم يرتفع حجم التداول، فحتى أكبر قدر من الحرق لن يحدث فرقًا كبيرًا.

كما لو أن لديك مركز إعادة التدوير، والأشياء قليلة أصلًا، فحتى لو كانت الكفاءة عالية، لن يكون هناك فائدة حقيقية. لكن إذا استطاعت Linea جذب المشاريع والمستخدمين بشكل مستمر، فإن هذه الآلية قد تخلق دورة إيجابية — كلما زاد الاستخدام، زاد الحرق، وزادت التوقعات بالتضخم الانكماشي.