يوجد دائمًا أشخاص يرسلون لي رسائل خاصة يسألون عن أمور مماثلة:

"حسابي بقي فيه فقط بضعة آلاف من الدولارات، هل يمكنني أن أتعافى؟"
"لدي فقط بضع مئات من الدولارات كرأس مال، هل يمكن أن تساعدني في استعادتها؟"

كلما رأيت مثل هذه الرسائل، أتذكر قصة صديقي القديم هوي.

في ذلك العام، خسر 180 ألف يوان خلال ثلاثة أشهر فقط، وأصبح حسابه مجرد رماد، كان يغامر يوميًا بكامل رأس ماله، وكان يعتقد أنه يمكنه المقامرة لاستعادة ما خسره، لكن الأمر زاد سوءًا، حتى وصل إلى أن لم يعد يرغب في مشاهدة مخططات الشموع. في اليوم الذي اتصل بي فيه، كانت نبرته مليئة باليأس: "لا بأس، سأعود إلى قريتي وأبحث عن وظيفة."

حينها قلت له: لا زال هناك أمل، لكن عليك أن تتبع نصيحتي، ولا تكرر الأخطاء.

بعد ذلك، اتبع الخطوات الأربعة التي نصحت بها، وتمكن من الخروج من المستنقع.

**الخطوة الأولى: لا تفكر في التعويض، فقط حاول أن تبقى على قيد الحياة**
طلبت منه أن يفرغ كل مراكزه، ويغلق تطبيق الهاتف، ويأخذ استراحة لبضعة أيام. يترك فقط 20% من المال في الحساب ليجرب، والهدف هو عدم الانهيار مرة أخرى. عندما يهدأ المزاج، يمكنه التفكير في الخطوات التالية.

**الخطوة الثانية: وضع قواعد لنفسك**
ركز فقط على العملات الرئيسية مثل BTC و ETH، ولا تتعامل مع العملات البديلة. قبل فتح أي صفقة، يجب أن يتأكد من ثلاثة أشياء: لماذا يدخل السوق، أين نقطة وقف الخسارة، وأين نقطة جني الأرباح. بعد إتمام الصفقة، يكتب مراجعة. ومع الكتابة، أدرك أن الخسارة ليست بسبب السوق السيء، بل لأنه لم يكن لديه خطة واضحة.

**الخطوة الثالثة: رأس المال هو الحياة، والأرباح هي المتعة**
كرر له أن يركز على هذه القاعدة. يمكنه زيادة حجم الصفقة بعد تحقيق أرباح، لكن رأس المال يجب أن يظل ثابتًا. إذا خسر صفقتين متتاليتين، يجب أن يقلل من حجم المراكز على الفور. بعد عدة انتصارات، يجب أن يأخذ يوم راحة، ولا يطير فرحًا. السوق يحب أن يختبر من يعتقد أنه "فهم الأمور".

**الخطوة الرابعة: اجعلها عادة، وطور نظامًا**
بعد نصف سنة، أصبح يتداول بدون الاعتماد على الحدس، ويقوم بمراجعة منتظمة كل شهر، ويحدد أهدافًا، ويعتمد على قواعد للدخول والخروج. وقف الخسارة أصبح بالنسبة له أمرًا طبيعيًا كتناول الطعام والشراب.

بصراحة، هذه الطريقة لا تضمن لك أن تصبح ثريًا بسرعة، لكنها على الأقل تساعدك على البقاء في السوق لفترة أطول، حتى تأتي فرصتك الحقيقية.

السوق لا يفتقر إلى الفرص، وإنما يفتقر إلى الأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة.