زعيم مجلس الشيوخ يكتب إلى ترامب، مطالبًا بلقاء لإنهاء إغلاق الحكومة

دخل "إغلاق" الحكومة الفيدرالية الأمريكية يومه السادس والثلاثين، محطماً الرقم القياسي البالغ 35 يوماً الذي سُجل خلال إغلاق الحكومة من نهاية عام 2018 حتى بداية عام 2019، ليصبح أطول "إغلاق" حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. آخر التطورات الرئيسية هي أنه في 5 نوفمبر، قام زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بإرسال رسالة رسمية إلى الرئيس ترامب يطلب فيها عقد اجتماع ثنائي الحزب، مما يشير إلى احتمال ظهور علامات على كسر الجمود السياسي بعد فترة طويلة.
أرسل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (Chuck Schumer) وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (Hakeem Jeffries) رسالة مشتركة إلى الرئيس ترامب، حيث ذكروا بوضوح: "نكتب إليكم لطلب عقد اجتماع لقادة التشريع من الحزبين لإنهاء الإغلاق الحكومي الذي تسبب فيه الجمهوريون وحل أزمة الرعاية الصحية التي تسبب فيها الجمهوريون. الديمقراطيون مستعدون دائمًا للقاءكم وجهًا لوجه."

تستحق توقيت هذه الرسالة الانتباه، حيث تتزامن مع سلسلة من الانتصارات التي حققها الحزب الديمقراطي في الانتخابات يوم الثلاثاء. تشير هذه الخطوة النشطة إلى أن قيادة الحزب الديمقراطي قد تكون تبحث عن تعديل استراتيجياتها في ظل البيئة السياسية الجديدة، من خلال التفاوض لإنهاء حالة الجمود التي أثرت بشدة على الاقتصاد وسبل العيش.
بالنسبة للمستثمرين، يعني هذا أن احتمال كسر الجمود في تزايد. الدافع الأساسي يأتي من جانبين: أولاً، هناك انقسام داخل الحزب الديمقراطي، حيث أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين مستعدون لكسر الموقف الحزبي والتعاون مع الجمهوريين لدفع الحكومة لإعادة الفتح؛ ثانياً، الضغط الهائل الذي تشكله خسائر اقتصادية تصل إلى 15 مليار دولار أسبوعياً على كلا الحزبين. على الرغم من أن الرئيس ترامب متفائل بشأن الأداء الطويل الأمد للسوق، إلا أنه يعترف أيضًا بالتأثيرات السلبية للإغلاق ويدعو إلى إنهائه في أقرب وقت ممكن.
على الرغم من أن الآفاق القصيرة الأجل (وفقًا لبيانات بوليماركت، فإن احتمال الانتهاء قبل 11 نوفمبر هو 36٪ فقط) لا تزال غير واضحة، إلا أن التحول في الاتجاهات السياسية وتراكم التكاليف الاقتصادية يخلقان ظروفًا لحل نهائي للمسألة. يجب على المستثمرين متابعة تقدم اجتماعات قادة الحزبين و الحلول المحددة التي يدفع بها النواب المعتدلون عن كثب، حيث إن أي تقدم ملموس قد يرفع المعنويات في السوق بسرعة ويخفف من مخاطر الانكماش الاقتصادي القصيرة الأجل.

إشارة كسر الجليد: قد يقوم الديمقراطيون المعتدلون بكسر الموقف الحزبي
أحد الدوافع الرئيسية وراء دفع المفاوضات يأتي من داخل الحزب الديمقراطي. ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين تعمل على صياغة اتفاق. ووفقًا لعدة مصادر مطلعة، فإن المحتوى الرئيسي لهذا الاتفاق يتضمن: أن يمرر الكونغرس ثلاثة مشاريع قوانين تمويل كاملة للسنة المالية لتوفير التمويل لبعض الوكالات، وفي الوقت نفسه يمرر مشروع قانون قصير الأجل لإعادة فتح بقية أقسام الحكومة. في المقابل، سيتفق الجمهوريون في مجلس الشيوخ على التصويت في تاريخ محدد لتمديد إعانات قانون الرعاية الميسرة (ACA).
ذكرت التقارير أن التقديرات من ثلاثة مصادر مطلعة تشير إلى أن حوالي عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي لديهم موقف مفتوح لدعم الاقتراح الذي لا يزال قيد الإعداد. في التوزيع الحالي لمجلس الشيوخ، يمتلك الجمهوريون 53 مقعدًا، بينما يمتلك الديمقراطيون 47 مقعدًا. وفقًا لقواعد الإجراءات، فإن إنهاء "الجدل المطول" (filibuster) للتقدم في التشريع يتطلب 60 صوتًا. وهذا يعني أن الجمهوريين يحتاجون إلى دعم ما لا يقل عن 8 من أعضاء الحزب الديمقراطي. إذا كان هناك عشرة من الديمقراطيين على استعداد للتعاون، فسيكون ذلك أكثر بكثير من العدد المطلوب لكسر الجمود، مما يمهد الطريق لإعادة فتح الحكومة.