هل تفهم حقًا ما هو التشفير؟

معظم الناس يعتبرونه أداة للاستثمار، يفرحون عند ارتفاعه، ويشتمون عند انخفاضه. لكن إذا توقفت عند هذا المستوى فقط، فلن ترى أبدًا معناه الحقيقي.

التشفير ليس أصلًا — إنه إشارة على تحول العصر.

فكر في تلك الأشياء التي غيرت كل شيء على مدى العقود. الآلة البخارية، الإنترنت، الحوسبة المحمولة… ليست مجرد أدوات، بل أعادت تشكيل فهم الإنسان للعالم، وطريقة تنظيم المجتمع، وطرق خلق الثروة.

البيتكوين التي وُلدت في 2009، تسير على نفس الطريق.

لماذا التشفير قوي جدًا؟ لماذا، على الرغم من التشديد على التنظيم، والانتقادات العامة، والانخفاضات الحادة في الأسعار، فإنه لم يختفِ حقًا؟ الجواب بسيط: لأنه لا يمكنك قتل منتج لعصر، إلا إذا قمت بقمع العصر نفسه.

فماذا غير التشفير حقًا؟

لقد تحدى مفاهيمنا القديمة حول "القيمة" و"التمويل" و"الثقة" و"السيادة".

هذا هو المفتاح.

فكر في جوهر العملة. على مدى آلاف السنين، اعتقد الناس أنها من الذهب والفضة، لكن في الحقيقة ليست كذلك. جوهر العملة دائمًا ما يكون مسألة: من يملك الحق في جعل الآخرين يقبلونها؟

الخلفية وراء الإجابة مخفية وراء العنف.

أنت تستخدم اليوان، لأن وراءه آلة الدولة. أنت تستخدم الدولار، لأن وراءه الجيش الأمريكي، والنظام المالي، والهيمنة العالمية. أنت تستخدم اليورو، لأن وراءه حجم سوق الاتحاد الأوروبي، وصلاحيات السياسات.

العملة ليست أبدًا القيمة ذاتها، بل هي توافق — توافق يُفرض بالقوة.

لكن في 2009، تم كسر هذه القاعدة التي حكمت لآلاف السنين لأول مرة.

توصل البشر لأول مرة إلى اختراع عملة لا تعتمد على العنف.

هذه هي الثورة.