عقد البنك المركزي الياباني قراره برفع سعر الفائدة للتو، لكن السوق شهدت مفاجأة غير متوقعة بصعود قوي. قام المتداول العجوز وُو بكسر عادة استخدام برامج التداول خلال هذه التقلبات، وأخيرًا استطاع أن يأخذ قسطًا من الراحة بسلام.

في 19 ديسمبر، أصبحت طوكيو محور الاهتمام في الأسواق المالية العالمية. اتخذ البنك المركزي الياباني أقوى خطوة منذ 30 عامًا: رفع سعر الفائدة الأساسي من 0.5% إلى 0.75%، وتم التصويت بالإجماع 9:0.

إذا نظرنا إلى الأمر وفقًا للمبادئ التقليدية في التمويل، فكان من المفترض أن يكون ذلك كابوسًا للأصول ذات المخاطر — حيث يتم إغلاق مصدر التمويل الأرخص في العالم، وتفترض أن الفقاعات التي تعتمد على أرباح من استغلال فروقات الين ستنفجر.

لكن ما حدث بعد ذلك كان عكس ذلك تمامًا. لم يرفع الين قيمته، بل انخفض. لم ينخفض سعر البيتكوين، بل ارتفع. تراجعت مراكز السيولة النقدية للمؤسسات إلى أدنى مستوياتها التاريخية. السوق أظهر تصويتًا "مخالفًا للحدس" بأموال حقيقية.

داخل غرفة التداول، كان وُو يحدق في الشاشة، وابتسامة رضا تظهر على وجهه. بجانبه، المتداول الشاب يسأل وهو يحك رأسه: "يا وُو، هذي المنطق مش مظبوط؟ عادةً رفع الفائدة ما يكون خبر سلبي، صح؟"

وأشار وُو إلى الرسم البياني، وقال بنبرة هادئة لكن حاسمة: "أنتم تخافون من فعل 'رفع الفائدة'، لكن السوق في الحقيقة لا يهتم بما حدث بالفعل، بل بما هو غير مؤكد."

وتابع: "هذا الرفع كان قد تم استيعابه من السوق منذ زمن. عندما نفذ البنك المركزي الرفع بشكل 'معتدل + وعد بعدم التعديل خلال ستة أشهر'، تلاشت أكبر غموض. فجأة أدرك السوق أن مصدر السيولة لم يُغلق تمامًا، بل تم تقليصه فقط."

"هذه هي قوة الفارق في التوقعات،" قال وُو ملخصًا، "الذي يحدد السعر عادة ليس الحدث نفسه، بل الفرق بين الحدث والتوقعات. عندما يتلاشى أسوأ التوقعات، يبدأ السوق في الارتفاع عكسًا."

جوهر هذه الموجة هو في سعي السوق وراء 'اليقين'. وليس أن البيتكوين ارتفعت بسبب رفع الفائدة، بل لأنها أزالت أكبر قدر من عدم اليقين. الأصول ذات المخاطر، أمام الأخبار السيئة المؤكدة، تظهر مقاومة أكبر من تلك التي تتعرض لها في أجواء الذعر الغامض.

وُو وضع فنجان القهوة جانبًا، ونظر من النافذة: "السوق هكذا، كلما كانت الحالة جنونية، كانت أكثر وعيًا."