ما هو التداول بالضبط؟ قد لا يتمكن معظم الناس من توضيح ذلك. اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع، ومن أجل تقليل تكلفة الشرح في المستقبل بشأن هذه المسألة، سيقوم الأخ الثاني بشرح هذا الأمر من خلال إدراكه وخبرته الشخصية مرة واحدة. بعد أن تشاهد ذلك، اسأل نفسك إذا كنت مناسبًا للتداول.

معظم الناس الذين يتداولون، وبصراحة، يريدون كسب المال بسهولة. يرون أن هناك من حققوا ذلك في فترة قصيرة، بينما يكافح الآخرون لسنوات عديدة ولا يحققون مكاسب من عملهم الجاد في الحياة. لذلك، يرغبون في الهروب من حياتهم العادية المملة، ويبدأون في استخدام أموالهم في المراهنة، معتقدين أن مراقبة السوق لبضع ساعات يومياً ستحل مشاكلهم المالية، بل وقد تعطيهم حياة جيدة. من الظاهر، يبدو أن هذه وظيفة مثالية، لا تحتاج إلى فريق، ولا تعتمد على العلاقات، ولا تخضع لقيود المديرين، ويبدو أنه يمكن للمرء الاعتماد فقط على نفسه لتحقيق النجاح. لكن الواقع هو: الأشخاص الذين يمكنهم كسب عيشهم من خلال التداول أقل بكثير مما تتخيل. وإذا كنت في دائرة "الكراث"، سيكون من الصعب عليك التواصل مع هؤلاء الأشخاص، لأن تردداتهم ليست في نفس العالم. تماماً كما في الحياة الواقعية، فإن الأشخاص الذين يتقاضون راتباً شهرياً قليلاً هم غالباً من نفس فئة الدخل، بينما يتم تجميع الذين يتقاضون رواتب سنوية تتراوح بين مئات الآلاف والملايين في دائرة واحدة، لأن أفكارهم ليست على نفس القناة. لا أحتاج إلى توضيح هذا الأمر أكثر، كأشخاص بالغين، من يفهم يفهم، ومن لا يفهم ليس من الضروري أن يحاول الفهم!
الكثير من الناس يستهينون بصعوبة التداول، كما يبالغون في تقدير استعدادهم. التداول ليس مجرد تعلم بعض المؤشرات الفنية وقراءة بعض الكتب لتحقيق أرباح مستقرة. إذا كنت متحمساً جداً للتداول، ولديك دافع قوي لتغيير نفسك من خلاله، وترغب في كسب لقمة العيش مباشرة من التداول، فالأفضل أن تنظر إلى الأمور التالية وترى إن كنت تستطيع التغلب عليها قبل أن تفكر في ذلك.

عندما يكون لديك أرباح غير محققة في حسابك، هل تشعر بالاندفاع لزيادة الكمية؟ هل تشعر بالجشع ولا تريد الخروج، وبعد عدة صفقات خسارة مستمرة، هل يمكنك أن تبقى هادئًا ولا تقوم بعمليات انتقامية؟ إذا كنت تشعر بالتوتر في كل مرة تقوم فيها بفتح صفقة، وتُسحب يوميًا بواسطة الأرباح والخسائر، فهذا يعني أنك لم تكن جاهزًا للتداول بعد.
لقد قابلت العديد من الأصدقاء على مر السنين، حيث كانت ثقتهم كبيرة بعد تحقيق أرباح قصيرة الأجل، ولكن بمجرد أن يبدأ حسابهم في التراجع، تنهار مشاعرهم. خلال النهار، يكونون متوترين أثناء مراقبة السوق، وفي الليل لا يستطيعون النوم بسبب التفكير في مراكزهم. وعندما يحدث وقف الخسارة، يبدأون في الشك في استراتيجيتهم، ويتعنتون بدلاً من الاستسلام، وعندما يرون الفرصة الصحيحة، يخافون من عدم فتح الصفقة، ويفوتون الفرص بسبب التردد، مما يؤدي إلى عدم تحقيق الأرباح، ويبدأون في الشك في أنفسهم. في الحقيقة، هذه هي قدرة تحملك للضغط التي لم تتطور بعد. التحدي الحقيقي في التداول ليس السوق، وليس الاستراتيجية، وليس النقاط، بل هو موقفك تجاه المكاسب والخسائر. إذا لم تتمكن بعد من تحقيق استقرار عاطفي، وعدم التأثر بالمكاسب والخسائر، فإن هذه الوظيفة في التداول ستستنزفك أكثر فأكثر.
التداول ليس سريعة. هذه قد تكون أكثر الحقائق قسوة في عالم التداول، ولكنها أيضًا الأكثر صدقًا.
يعتقد الكثير من الناس أن التداول هو عمل سريع. يتعلمون التقنية في ثلاثة أشهر، ويعملون في السوق الحقيقي لمدة ستة أشهر، ويأملون في تحقيق أرباح مستقرة في غضون عام، بل ويتطلعون إلى كسب لقمة العيش من خلال التداول. لكن يمكنني أن أقول بكل مسؤولية أن معظم الناس إذا تمكنوا من عدم خسارة المال في غضون عام، فهذا يعني أنهم يتمتعون بذكاء عالٍ. من يريد كسب المال والاعتماد على ذلك كوسيلة للعيش، يجب عليه على الأقل أن يمر بفترة استثمار تُعرف بفترة عدم ظهور النتائج.
تحتاج إلى تراكم طويل الأمد، والتجريب والخطأ المستمر، بل تحتاج إلى دفع الكثير من الرسوم الدراسية، حتى تتمكن ببطء من فهم الطرق المختلفة، ومعظم الناس لا يستطيعون تجاوز هذه المرحلة.
لقد كان الكثير من الناس متحمسين قبل بضعة أشهر، يضعون خطط التداول، ويقومون بمراجعة التداول، ويسجلون التداولات، ويعملون بجد في كل شيء. ولكن بعد عام، لم يتبقى سوى عدد قليل منهم الذين لا يزالون مستمرين. لأنهم اكتشفوا: لقد بذلوا جهودًا، ولكنهم لا يزالون يعانون من الخسارة؛ حتى بعد تعديل الاستراتيجيات، لا يزالون غير مستقرين. إن هذا الإصرار الذي لا يرى عائدًا، في الواقع، هو أكثر إيلامًا من خسارة المال.

عليك أن تسأل نفسك سؤالًا: إذا لم تحقق أرباحًا من التداول لمدة عام، هل ستستمر؟
إذا كانت الإجابة صعبة، فلا تتعجل في البدء في التداول. ضغوط الحياة الواقعية، خاصةً إذا كنت تريد الاعتماد على ذلك لكسب لقمة العيش، ليست مجرد مشكلة تقنية ونفسية، بل يجب مواجهة اختبارات الحياة نفسها. واحدة من أكثر القضايا واقعية هي: هل لديك دخل ثابت؟ من الصعب تحقيق الأرباح بشكل مستقر في بداية التداول، وإذا لم يكن لديك مصادر دخل أخرى، فسوف يتم تقييدك بضغوط تحقيق الأرباح في كل صفقة.

ما تريد فعله هو حكم موضوعي، لكن ما يدور في ذهنك هو: لم أسدد قرض المنزل هذا الشهر، مصاريف تعليم الأطفال، نفقات الزوجة، وغيرها، لذا يجب ألا تخسر في هذه الصفقة اليوم. عندما ترتبط الحياة بالتداول، فإن التداول لم يعد نقياً. لذلك، كثير من الناس لا يخسرون في السوق، بل يخسرون خارج السوق: عدم فهم العائلة، تشكيك الأصدقاء، الضغط الاقتصادي، والإرهاق النفسي... هذه ليست مشاكل يمكن حلها بالتقنية، بل هي مشكلة عدم توافق الحياة.

إن هذه الطريق في التداول ليست مجرد الاعتماد على الذكاء أو الحظ أو بعض المهارات القليلة لتجاوزها. إنها تشبه إلى حد كبير عملية تنمية الذات، حيث يتم مواجهة الجشع والخوف والعجلة والقلق الخاص بك. الشخص الذي يصل إلى النهاية ليس بالضرورة الأكثر مهارة في قراءة السوق، لكنه بالتأكيد الشخص المستقر عاطفياً، القادر على تحمل الوحدة، والمرور بتجارب الحياة.
أفهم كل شخص يريد أن يكسب عيشه من خلال التداول. لقد مررت أيضًا بتلك الرغبة في التحرر من القيود والتحكم في مصيري. ولكن أرجو أن تكون واقعيًا قليلًا، وأن تعطي نفسك المزيد من الوقت والمساحة للتحضير. كلمة الحرية ليست رخيصة أبدًا. المحتوى أعلاه هو أيضًا عبارة عن دمج لقراءة العديد من المقالات الممتازة، مع تعبيره بأسلوبي الخاص. أتمنى لجميع من يسير في طريق التداول، القليل من الكوارث، والقليل من الصعوبات، وتهانينا بالثراء!