## الكوكيز: الحارس ( أم الشرير؟) لخصوصيتك على الإنترنت
كم مرة نقرت على "قبول جميع الكوكيز" دون حتى قراءة ما كنت تقبله؟ إذا كانت الإجابة "دائمًا"، فأنت لست وحدك. لكن من المفيد قضاء بضع دقائق لفهم هذه الأداة التي توجد في تقريبًا كل موقع تزوره.
## من أين تأتي الكوكيز؟
عندما تقوم بزيارة موقع ويب، يقوم المتصفح بتخزين ملفات نصية صغيرة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. هذه الملفات لها غرض بسيط للغاية: تذكرك. إذا قمت بتغيير إعدادات العرض، أو تسجيل الدخول إلى حسابك، أو تحديد التفضيلات، يحتفظ الكوكي بهذه المعلومات. في المرة القادمة التي تعود فيها، يقوم الموقع بإعادة تحميل كل شيء تلقائيًا - دون الحاجة إلى إدخال كلمة المرور أو لون الخلفية أو الخط مرة أخرى.
اسم "كوكي" يأتي من أداة حوسبة قديمة تُدعى _magic cookie_، والتي تجسدت في التاريخ على يد لو مونتولي، وهو مبرمج ساعد في نشر هذه الممارسة.
## عالمان: الكوكيز الأولية مقابل الكوكيز الخارجية
التصنيف الأكثر أهمية هو فهم من يقوم بإنشاء الكوكي.
**الكوكيز الأساسية** تُنشأ بواسطة الموقع نفسه الذي تزوره. تخيل أنك تدخل إلى موقعك المفضل حول موضوع معين، وتخصص التصميم، ثم بعد أسابيع تعود – ها هي إعداداتك محفوظة. هذه الكوكيز تستمر على الكمبيوتر حتى بعد إغلاق المتصفح (المعروفة باسم _الكوكيز المستدامة_)، على عكس _كوكيز الجلسة_ التي تختفي عندما تغادر الموقع. عادةً، تعمل الكوكيز الأساسية على تحسين تجربتك، دون قضايا أخلاقية كبيرة.
**Cookies الطرف الثالث**، ومع ذلك، تحكي قصة مختلفة. افترض أن موقعين يعرضان إعلانات من نفس مزود الإعلانات. عندما تصل إلى أي منهما، يقوم هذا المزود بإنشاء ملف تعريف ارتباط على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لأغراض التتبع. أثناء تصفحك لمواقع متعددة بنفس الرمز، يتعرف عليك المزود ويتابع عادات تصفحك. هذه _ملفات تعريف الارتباط للتتبع_ ترسم سلوكك عبر الإنترنت وتبيع هذا الملف الشخصي للإعلانات الموجهة. لهذا السبب ترى نفس الإعلان على منصات مختلفة - شخص ما يتتبعك.
## المحتوى الحقيقي لملف تعريف الارتباط
لا تحتوي الكوكيز على برامج ضارة ولا تقوم بتنزيلات تلقائية. هي في الأساس قواعد بيانات صغيرة. إذا قمت بالوصول إلى إعدادات متصفحك (Chrome: **الإعدادات > الخصوصية والأمان > الكوكيز**; Firefox: **التفضيلات > الخصوصية > الكوكيز وبيانات الموقع**)، ستظهر لك هياكل بسيطة من أزواج المفتاح-القيمة:
- طابع زمني يوضح متى تم إنشاؤه - آخر عندما تنتهي - معرف المستخدم الخاص بك - أذونات الوصول ( مستخدم عادي أو مشرف ) - رمز التوثيق
لا شيء معقد للوهلة الأولى. ولكن عندما تتجمع هذه "اللاشيء"، فإنها تخلق صورة تفصيلية عن من أنت، وماذا تحب، وكيف تتصرف على الإنترنت.
## التكلفة غير المرئية للراحة
هنا يبدأ الإزعاج. تسهل الكوكيز الأساسية حياتك. لكن الكوكيز من طرف ثالث؟ توجد في الأساس لجمع البيانات عنك دون موافقتك المستنيرة.
أدركت الاتحاد الأوروبي هذه المشكلة وأنشأت **GDPR** ( اللائحة العامة لحماية البيانات )، مما أجبر العديد من المواقع على طلب موافقة صريحة قبل استخدام الكوكيز. ومع ذلك، كم عدد الأشخاص الذين يقرؤون بالفعل سياسة الخصوصية؟
المخاطر حقيقية:
- **التتبع غير المرئي**: لم تضغط أبداً على زر "مشاركة" في الشبكة الاجتماعية، لكنه أرسل بيانات عن أنشطتك إلى المنصة على أي حال. - **بيع البيانات**: يقوم الموقع بجمع معلوماتك وبيعها لأطراف ثالثة قد تستخدمها بشكل ضار - **إعلانات مزعجة**: هل هذا الإعلان الذي يتبعك عبر الويب؟ شخص ما يتعقب نقراتك، بحثك وعمليات الشراء.
## كيفية الحماية
**طلب "عدم التتبع" عديم الفائدة تقريبًا.** العديد من المتصفحات ترسله بشكل افتراضي، لكنه مثل أن تطلب من لصٍ عدم سرقة ممتلكاتك - يمكنه ببساطة تجاهل ذلك. في الواقع، العديد من المواقع تفعل بالضبط ذلك.
استراتيجية أفضل هي **تعطيل ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية في إعدادات المتصفح**. ستفقد بعض التخصيص، ولكن ستقلل بشكل كبير من تعرض البيانات. إذا قام موقع ما بحظر وصولك، يمكنك دائمًا إعادة تفعيلها مؤقتًا.
تقدم إضافات مثل **Privacy Badger** و **Ghostery** طبقات إضافية من الحماية ضد المتعقبين. تقوم بحظر رموز الأطراف الثالثة المدخلة في الصفحات تلقائيًا.
## التوازن
الكوكيز ليست بالضرورة أعداء. الكوكيز الأساسية هي جزء شرعي من تجربة الإنترنت الحديثة. المشكلة تكمن في الكوكيز الخارجية، التي توجد بشكل رئيسي للربح من بياناتك الشخصية. الخبر السار؟ لديك أدوات للتحكم في ذلك. فقط عليك أن تعرف كيف تعمل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما تقبل – أو ترفض.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
## الكوكيز: الحارس ( أم الشرير؟) لخصوصيتك على الإنترنت
كم مرة نقرت على "قبول جميع الكوكيز" دون حتى قراءة ما كنت تقبله؟ إذا كانت الإجابة "دائمًا"، فأنت لست وحدك. لكن من المفيد قضاء بضع دقائق لفهم هذه الأداة التي توجد في تقريبًا كل موقع تزوره.
## من أين تأتي الكوكيز؟
عندما تقوم بزيارة موقع ويب، يقوم المتصفح بتخزين ملفات نصية صغيرة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. هذه الملفات لها غرض بسيط للغاية: تذكرك. إذا قمت بتغيير إعدادات العرض، أو تسجيل الدخول إلى حسابك، أو تحديد التفضيلات، يحتفظ الكوكي بهذه المعلومات. في المرة القادمة التي تعود فيها، يقوم الموقع بإعادة تحميل كل شيء تلقائيًا - دون الحاجة إلى إدخال كلمة المرور أو لون الخلفية أو الخط مرة أخرى.
اسم "كوكي" يأتي من أداة حوسبة قديمة تُدعى _magic cookie_، والتي تجسدت في التاريخ على يد لو مونتولي، وهو مبرمج ساعد في نشر هذه الممارسة.
## عالمان: الكوكيز الأولية مقابل الكوكيز الخارجية
التصنيف الأكثر أهمية هو فهم من يقوم بإنشاء الكوكي.
**الكوكيز الأساسية** تُنشأ بواسطة الموقع نفسه الذي تزوره. تخيل أنك تدخل إلى موقعك المفضل حول موضوع معين، وتخصص التصميم، ثم بعد أسابيع تعود – ها هي إعداداتك محفوظة. هذه الكوكيز تستمر على الكمبيوتر حتى بعد إغلاق المتصفح (المعروفة باسم _الكوكيز المستدامة_)، على عكس _كوكيز الجلسة_ التي تختفي عندما تغادر الموقع. عادةً، تعمل الكوكيز الأساسية على تحسين تجربتك، دون قضايا أخلاقية كبيرة.
**Cookies الطرف الثالث**، ومع ذلك، تحكي قصة مختلفة. افترض أن موقعين يعرضان إعلانات من نفس مزود الإعلانات. عندما تصل إلى أي منهما، يقوم هذا المزود بإنشاء ملف تعريف ارتباط على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لأغراض التتبع. أثناء تصفحك لمواقع متعددة بنفس الرمز، يتعرف عليك المزود ويتابع عادات تصفحك. هذه _ملفات تعريف الارتباط للتتبع_ ترسم سلوكك عبر الإنترنت وتبيع هذا الملف الشخصي للإعلانات الموجهة. لهذا السبب ترى نفس الإعلان على منصات مختلفة - شخص ما يتتبعك.
## المحتوى الحقيقي لملف تعريف الارتباط
لا تحتوي الكوكيز على برامج ضارة ولا تقوم بتنزيلات تلقائية. هي في الأساس قواعد بيانات صغيرة. إذا قمت بالوصول إلى إعدادات متصفحك (Chrome: **الإعدادات > الخصوصية والأمان > الكوكيز**; Firefox: **التفضيلات > الخصوصية > الكوكيز وبيانات الموقع**)، ستظهر لك هياكل بسيطة من أزواج المفتاح-القيمة:
- طابع زمني يوضح متى تم إنشاؤه
- آخر عندما تنتهي
- معرف المستخدم الخاص بك
- أذونات الوصول ( مستخدم عادي أو مشرف )
- رمز التوثيق
لا شيء معقد للوهلة الأولى. ولكن عندما تتجمع هذه "اللاشيء"، فإنها تخلق صورة تفصيلية عن من أنت، وماذا تحب، وكيف تتصرف على الإنترنت.
## التكلفة غير المرئية للراحة
هنا يبدأ الإزعاج. تسهل الكوكيز الأساسية حياتك. لكن الكوكيز من طرف ثالث؟ توجد في الأساس لجمع البيانات عنك دون موافقتك المستنيرة.
أدركت الاتحاد الأوروبي هذه المشكلة وأنشأت **GDPR** ( اللائحة العامة لحماية البيانات )، مما أجبر العديد من المواقع على طلب موافقة صريحة قبل استخدام الكوكيز. ومع ذلك، كم عدد الأشخاص الذين يقرؤون بالفعل سياسة الخصوصية؟
المخاطر حقيقية:
- **التتبع غير المرئي**: لم تضغط أبداً على زر "مشاركة" في الشبكة الاجتماعية، لكنه أرسل بيانات عن أنشطتك إلى المنصة على أي حال.
- **بيع البيانات**: يقوم الموقع بجمع معلوماتك وبيعها لأطراف ثالثة قد تستخدمها بشكل ضار
- **إعلانات مزعجة**: هل هذا الإعلان الذي يتبعك عبر الويب؟ شخص ما يتعقب نقراتك، بحثك وعمليات الشراء.
## كيفية الحماية
**طلب "عدم التتبع" عديم الفائدة تقريبًا.** العديد من المتصفحات ترسله بشكل افتراضي، لكنه مثل أن تطلب من لصٍ عدم سرقة ممتلكاتك - يمكنه ببساطة تجاهل ذلك. في الواقع، العديد من المواقع تفعل بالضبط ذلك.
استراتيجية أفضل هي **تعطيل ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية في إعدادات المتصفح**. ستفقد بعض التخصيص، ولكن ستقلل بشكل كبير من تعرض البيانات. إذا قام موقع ما بحظر وصولك، يمكنك دائمًا إعادة تفعيلها مؤقتًا.
تقدم إضافات مثل **Privacy Badger** و **Ghostery** طبقات إضافية من الحماية ضد المتعقبين. تقوم بحظر رموز الأطراف الثالثة المدخلة في الصفحات تلقائيًا.
## التوازن
الكوكيز ليست بالضرورة أعداء. الكوكيز الأساسية هي جزء شرعي من تجربة الإنترنت الحديثة. المشكلة تكمن في الكوكيز الخارجية، التي توجد بشكل رئيسي للربح من بياناتك الشخصية. الخبر السار؟ لديك أدوات للتحكم في ذلك. فقط عليك أن تعرف كيف تعمل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما تقبل – أو ترفض.