تخيل مشهد الإبحار في البحر.

قد تمتلك سفينة ذات أداء قوي - وهو نظام التداول الخاص بك. في يدك خريطة بحرية دقيقة وجهاز ملاحة - وهذه هي أدوات التحليل الفني الخاصة بك. كما يمكنك تلقي تحذيرات الطقس في الوقت الحقيقي - حيث تتدفق المعلومات الأساسية بلا انقطاع. ولكن حتى مع ذلك، قد تجعلك عاصفة بحرية مفاجئة غير مستعد. هذه هي حقيقة السوق: عدم اليقين في التداول، وهو ما يمثل هذا البحر نفسه.

تتأرجح الأسعار في كل لحظة، في الواقع، هي نتيجة فورية للعبة جماعية بين جميع المشاركين في السوق - بما في ذلك أنت وأنا والمستثمرين المؤسسيين والتداول الخوارزمي وحتى الأحداث غير المتوقعة - بناءً على المعلومات المحدودة التي يمتلكونها، والتوقعات المختلفة، والعواطف المعقدة والمتغيرة. هل سترتفع في الثانية التالية أم ستنخفض؟ من المستحيل تحديد ذلك.

المشكلة هنا: ماذا يجب أن يعتمد عليه المرء لكسب المال في هذا السوق المليء بعدم اليقين؟ الجواب هو: العثور على الأشياء التي يمكنك التأكد منها والتحكم فيها.

ما الذي يمكن التحكم فيه؟ على سبيل المثال:

غداً سأخرج، توقعات الطقس قد لا تكون دقيقة، لكن حمل مظلة لن يكون خطأً. حتى لو كانت مهارات القيادة لديك جيدة، فلا يمكنك تجنب الأحمق الذي يظهر فجأة على الطريق، لذا يجب أن تكون لديك تأمين تجاري بالإضافة إلى التأمين الإلزامي. أثناء المقابلة، لا يمكنك التنبؤ بمزاج المحاور، لكن القيام بالبحث الكافي مسبقاً وتحضير استراتيجيات للرد على مختلف الأسئلة سيؤدي إلى نتائج جيدة.

كل شيء يحتاج إلى التخطيط لتحقيق النجاح، وعدم التخطيط يؤدي إلى الفشل. نفس الشيء ينطبق على التداول. الجميع يعرف أن التداول ينطوي على مخاطر كبيرة، وزيادة الرافعة المالية تزيد من المخاطر بشكل أكبر. لكن المفارقة هي أن الشيء الوحيد الذي يمكن التحكم فيه حقًا في التداول هو المخاطر نفسها وحجم الخسارة. وماذا عن الأرباح؟ فهي تأتي بشكل طبيعي من تحمل المخاطر، ومن الصعب للغاية السيطرة عليها بشكل نشط.

لذا فإن جوهر التداول يعود إلى أمرين: الأول هو كيفية اتخاذ قرارات بشأن المخاطر، والثاني هو كيفية إدارة الخسائر.

بالنسبة لعكس الاتجاه الهبوطي، فإن الدخول في الشراء مباشرة عند الاختراق الأول لخط الاتجاه، ومقارنة ذلك بالدخول في الشراء بعد الارتداد الثاني من الانخفاض، فإن مستوى المخاطر في هاتين الطريقتين للدخول ليس في نفس المستوى. ستكون نسبة الفوز والمخاطر للأخيرة أفضل بكثير من الأولى.