إعادة ترتيب سوق الفوركس العالمية مع تخلّي المستثمرين عن الدولار الأمريكي لصالح الأداء القوي

جاذبية الدولار تتراجع

يعيد المستثمرون التفكير بسرعة في استراتيجياتهم النقدية مع استعداد الدولار الأمريكي لأسوئ أسبوع له خلال أربعة أشهر. ومع تصاعد التكهنات حول احتمالية خفض أسعار الفائدة—مدفوعة بمناقشات من مسؤولين كبار—فقدت العملة الخضراء بريقها. مؤشر الدولار الأمريكي يقف حالياً عند حوالي 99.58، مسجلاً انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 0.60% على الرغم من ارتفاع يومي بسيط بنسبة 0.05%. إنه بعيد جداً عن ذروته خلال ستة أشهر الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تحول واضح في معنويات السوق.

الضعف ناتج عن تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفف من سياسته النقدية في الأشهر القادمة، حيث يتوقع المحللون خفض أكثر من 90 نقطة أساس حتى عام 2025. وهذا يتناقض بشكل حاد مع ما يحدث في أماكن أخرى، حيث تتجه البنوك المركزية نحو موقف أكثر تشدداً.

إلى أين يتجه المال الذكي

مارك هافيل، المدير التنفيذي للاستثمار في UBS لإدارة الثروات العالمية، كان واضحاً بشأن إعادة التموضع: يجب على المستثمرين أن ينتقلوا من الدولار إلى بدائل مثل اليورو والدولار الأسترالي. المنطق بسيط—الفروق في المعدلات وتوقعات النمو قد رجحت الكفة لصالح أوروبا، مما يجعلها عرضاً أكثر جاذبية.

اليورو، رغم أنه تحت ضغط، انخفض فقط بنسبة 0.05% ليصل إلى 1.1596 دولار بعد أن سجل ارتفاعاً مؤقتاً لمدة أسبوع ونصف. لكن الحركة الحقيقية تحدث في العملات المرتبطة بالسلع. الدولار الأسترالي، المدعوم ببيانات التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع، يثبت مقاومة خاصة عند 0.6536 دولار. هذا يشير إلى أن دورة التيسير للبنك الاحتياطي الأسترالي قد تكون على وشك الانتهاء، مما يوفر دعماً أساسياً. عند تتبع ديناميكيات AUD مقابل اليورو، تصبح قوة الدولار الأسترالي أكثر وضوحاً، حيث يتفوق على اليورو الذي لا يزال يعاني من مخاوف التقييم.

انتعاش الأسترالي والكيوي

كانت عملة نيوزيلندا أيضاً مثيرة للإعجاب، حيث ارتفعت إلى ذروة ثلاثة أسابيع عند 0.5728 دولار. على الرغم من خفض سعر الفائدة مؤخراً، اتخذ بنك نيوزيلندا موقفاً متشدداً بشكل واضح، مع تسعير الأسواق لرفع أسعار الفائدة بحلول ديسمبر 2026—مقابل مسار متوقع من قبل الفيدرالي يستمر في التخفيض.

وفي الوقت نفسه، يظل الفرنك السويسري مستفيداً من ضعف الدولار الأوسع، حيث يتداول عند 0.8056، مرتفعاً بنسبة 0.16% خلال اليوم.

مكاسب الين المعتدلة

على الجانب الآخر من الطيف، عملة الين الياباني زادت قوتها بهدوء، مرتفعة بنسبة 0.10% إلى 156.33 مقابل الدولار. تبنى مسؤولو بنك اليابان موقفاً أكثر عدوانية، مع تلميحات إلى احتمال تشديد السياسة. ومع ذلك، يقترح فرانشيسكو بيسولي من ING أن السلطات اليابانية قد تظل متحفظة حالياً، في انتظار بيانات سلبية من الولايات المتحدة لتبرير التحرك.

ما القادم؟

حجم التداولات الضئيل الناتج عن عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة يزيد من تقلبات السوق، مضيفاً طبقة أخرى من عدم اليقين. التطورات الجيوسياسية—خصوصاً حول محادثات السلام في أوكرانيا—لا تزال تلوح في الأفق، على الرغم من أن المحللين يبقون متشككين بشأن أي حل قريب قد يفيد الأصول ذات المخاطر.

بالنسبة للمستثمرين، الرسالة واضحة: عصر هيمنة الدولار على أساس فروق أسعار الفائدة يتراجع. تجارة AUD مقابل اليورو وقوة العملات السلعية الأوسع تمثل المكان الذي يتغير فيه الاقتناع.