فهم معنى البيع على المكشوف: كيف تستغل فرص الربح أثناء هبوط السوق

السوق دائمًا يحمل وجهين

“阴阳之谓道”، هذه الحكمة القديمة تصف بشكل أدق سوق المال. عندما يغمر معظم المستثمرين بأحلام سوق الثور، غالبًا ما يتجاهلون حقيقة أساسية في السوق: لا يوجد اتجاه دائم في السوق. المتداولون الذين يفهمون كيفية التداول في كلا الاتجاهين خلال تقلبات السوق، هم من يحققون أرباحًا على مدار الساعة. ولتحقيق هذا الهدف، من الضروري فهم معنى البيع على المكشوف ومنطق عمله بشكل عميق.

ما هو البيع على المكشوف؟ تفسير عميق لمعنى البيع على المكشوف

التعريف الأساسي

البيع على المكشوف ببساطة هو منطق تداول “البيع أولاً ثم الشراء”. عندما يعتقد المتداول أن سعر أصل معين سينخفض في المستقبل، يمكنه اقتراض هذا الأصل من الوسيط وبيعه بالسعر الحالي، ثم يعيد الشراء عندما ينخفض السعر لتحقيق ربح من الفرق. هذا يتعارض ويتكامل مع استراتيجية الشراء أولاً ثم البيع، المعروفة بالشراء على التوقعات الصاعدة.

جوهر البيع على المكشوف

الفهم الحقيقي لمعنى البيع على المكشوف يكمن في إدراك أن جوهره هو أداة لتحوط المخاطر وآلية لتحقيق توازن السوق، وليس مجرد وسيلة للمضاربة. في الأسواق التي لا تتوفر فيها آلية البيع على المكشوف، يميل رأس المال إلى دفع أسعار الأصول بشكل جنوني في توقعات الصعود، مما يخلق فقاعات؛ أما السوق التي تتوفر فيها قوة البيع على المكشوف، فهي تتوازن تلقائيًا وتمنع التشوه المفرط.

سيناريوهات تطبيق البيع على المكشوف

السيناريو الأول: توقع هبوط السوق

عندما تشير التحليلات الأساسية، الفنية أو معنويات السوق إلى هبوط السعر، يصبح البيع على المكشوف وسيلة مباشرة لتحقيق الربح. على سبيل المثال، في الأسهم، إذا كانت أرباح شركة تتراجع، أو القطاع يعاني من تدهور واضح، يمكن للمستثمرين البيع على المكشوف لتحقيق أرباح خلال الانخفاض.

السيناريو الثاني: التحوط من المخاطر

عند امتلاك مركز كبير في أصل معين وتخوف من تقلبات قصيرة الأمد، يمكن للمتداول أن يبيع على المكشوف أصلًا مرتبطًا للتحوط من المخاطر. على سبيل المثال، إذا كان يمتلك سهمًا معينًا، فيمكنه البيع على المكشوف لمؤشر مرتبط، بحيث يعوض جزءًا من خسائره عند هبوط المؤشر.

أنواع الأصول التي يمكن البيع على المكشوف فيها

نطاق الأصول التي يمكن البيع على المكشوف فيها واسع، ويشمل الأدوات المالية التقليدية والمشتقات:

  • الأصول الفورية: الأسهم، العملات، السلع
  • المشتقات: العقود الآجلة، الخيارات، العقود الفرقية (CFD)
  • منتجات المؤشر: الصناديق المتداولة العكسية (Inverse ETF)، صناديق البيع على المكشوف للمؤشرات

عادةً، يتطلب البيع على المكشوف في الأسهم استخدام آلية “الاقتراض” — اقتراض الأسهم من الوسيط وبيعها دون امتلاكها. تتطلب الشركات الوسيطة المعتمدة التحقق من قدرة العميل المالية وتحمل المخاطر قبل تقديم هذه الخدمة.

قيمة آلية البيع على المكشوف في السوق

الحفاظ على استقرار السوق

السوق بدون آلية البيع على المكشوف غالبًا ما يظهر اتجاهات متطرفة، حيث يندفع السعر صعودًا بشكل جنوني أو يهبط بقوة. مع إدخال آلية البيع على المكشوف، تتوازن قوى الشراء والبيع، مما يجعل تقلبات السوق أكثر عقلانية، وكل حركة صعود أو هبوط تكون أكثر استقرارًا وتحكمًا.

كسر الفقاعات واكتشاف القيمة الحقيقية

عندما يكون أصل معين مبالغًا في تقييمه بشكل مفرط، تقوم مؤسسات البيع على المكشوف بخفض السعر من خلال البيع على المكشوف، مما يحقق أرباحًا ويكشف عن وجود فقاعة. هذا يدفع السوق لإعادة تقييم قيمة الأصول، ويشجع الشركات على زيادة الشفافية والانتظام.

تعزيز سيولة السوق

إذا اقتصرت الأرباح على الشراء فقط، فإن مشاركة المستثمرين ستكون محدودة. في سوق يتيح البيع والشراء، يشارك المستثمرون في الربح سواء صعد السوق أو هبط، مما يزيد من حماس المشاركة ويعزز سيولة السوق بشكل عام.

الأدوات الرئيسية لتحقيق البيع على المكشوف

الأداة الأولى: اقتراض الأسهم (تداول الهامش)

هذه هي الطريقة المباشرة للبيع على المكشوف. يحتاج المستثمر إلى فتح حساب تداول هامش، وتقديم هامش ضمان (عادة أكثر من 50% من قيمة الصفقة)، ثم اقتراض الأسهم المستهدفة وبيعها.

على سبيل المثال، مع شركة وساطة كبيرة، عادةً ما يتم حساب رسوم الاقتراض بناءً على مبلغ القرض:

  • مبلغ اقتراض أقل من 10,000 دولار: معدل سنوي 9.50%
  • من 10,000 إلى 24,999 دولار: معدل 9.25%
  • من 25,000 إلى 49,999 دولار: معدل 9.00%
  • من 50,000 إلى 99,999 دولار: معدل 8.00%
  • من 100,000 إلى 249,999 دولار: معدل 7.75%
  • 250,000 دولار فأكثر: معدل 7.50%

هذه الطريقة تتطلب رأس مال كبير، وتناسب المستثمرين ذوي الأموال الكبيرة.

الأداة الثانية: العقود الفرقية (CFD)

العقود الفرقية نوع من المشتقات، حيث يتفق الطرفان على تسوية الفرق في سعر الأصل خلال فترة معينة. تتميز برافعة مالية عالية، ومتطلبات دخول منخفضة، ويمكن من خلالها تداول الأسهم، المؤشرات، العملات، السلع وغيرها من الأصول.

يشبه CFD العقود الآجلة من حيث تحقيق الربح من الفرق في السعر، لكنه لا يتطلب تسليمًا فعليًا للأصل، وهو أكثر ملاءمة للمتداولين القصيرين. بالمقارنة مع الاقتراض، فإن الحد الأدنى للإيداع أقل (حتى 50 دولارًا في بعض المنصات)، لكن يجب الحذر من مخاطر الرافعة المالية العالية.

الأداة الثالثة: العقود الآجلة (Futures)

العقود الآجلة هي عقود موحدة، يمكن للمتداول أن يبيعها لتحقيق البيع على المكشوف. لكن، تتميز بأنها تتطلب تسوية في موعد محدد وبسعر معين، وتكون أقل مرونة من CFD، مع متطلبات هامش أعلى، وخطر الإغلاق الإجباري أكبر. كما أن المتداولين الأفراد يحتاجون إلى التعامل مع عمليات النقل والتسوية، وأحيانًا التسليم الفعلي، لذلك فهي أكثر ملاءمة للمؤسسات أو المتداولين ذوي الخبرة.

الأداة الرابعة: الصناديق المتداولة العكسية (Inverse ETF)

إذا لم ترغب في تحديد اتجاه السوق بنفسك، يمكنك شراء صناديق ETF العكسية. يديرها فريق محترف وتستهدف البيع على المكشوف للمؤشرات. على سبيل المثال، صناديق البيع على المكشوف لمؤشر داو جونز أو ناسداك. الميزة أن المخاطر قابلة للتحكم وسهلة الاستخدام؛ العيب أن التكاليف أعلى، وأن عمليات النقل والتجديد قد تفرض تكاليف إضافية، وقد تتآكل الأرباح على المدى الطويل.

حالات عملية للبيع على المكشوف في الأسهم

لنأخذ مثالاً على شركة سيارات كهربائية معروفة لعرض عملية البيع على المكشوف بشكل محدد:

وصل سعر السهم إلى أعلى مستوى له عند 1243 دولار في نوفمبر 2021، ثم بدأ في التراجع. من الناحية الفنية، يصعب على السعر اختراق القمة السابقة. فرضًا، قرر المستثمر في 4 يناير 2022، عند ارتفاع السعر مرة أخرى، البيع على المكشوف:

خطوات التداول:

  1. 4 يناير: اقتراض سهم واحد من الوسيط وبيعه بسعر 1200 دولار، ليحصل على 1200 دولار في الحساب
  2. 11 يناير: هبط السعر إلى حوالي 980 دولار، ثم اشترى السهم مرة أخرى وأعاد اقتراضه، بتكلفة 980 دولار
  3. الربح الصافي: 1200 دولار - 980 دولار = 220 دولار (لا يشمل الفوائد والرسوم)

هذه الحالة توضح المنطق الأساسي للبيع على المكشوف: البيع عند القمة والشراء عند القاع.

البيع على المكشوف في سوق العملات الأجنبية

سوق العملات هو سوق طبيعي ذو اتجاهين، ويُستخدم البيع على المكشوف بشكل واسع. البيع على المكشوف لزوج عملات يعني توقع ضعف العملة مقابل العملة المقابلة.

مثال عملي

في تداول الجنيه الإسترليني/الدولار، يستخدم المستثمر رافعة 200 مرة، ويودع 590 دولار كضمان لبيع عقد واحد (السعر عند 1.18039). عندما ينخفض السعر بمقدار 21 نقطة إلى 1.17796، يحقق ربحًا قدره 219 دولار، بمعدل عائد 37%.

العوامل التي تؤثر على حركة سوق العملات

تقلبات سوق العملات أكثر تعقيدًا من الأسهم، وتتأثر بعدة عوامل:

  • فرق الفائدة بين البلدين
  • الفائض أو العجز في التجارة الخارجية
  • تغيّر احتياطيات العملات الأجنبية
  • مستويات التضخم
  • السياسات النقدية والمالية
  • التوقعات والمشاعر السوقية

لذا، يتطلب البيع على المكشوف للعملات فهمًا شاملًا للتحليل الاقتصادي الكلي.

مخاطر البيع على المكشوف بشكل كامل

الخطر الأول: الإغلاق الإجباري

لا تزال ملكية الأصول المقترضة ملكًا للوسيط، وله الحق في طلب البيع أو الشراء الإجباري في أي وقت. قد يحدث ذلك في أسوأ الأوقات، مما يسبب خسائر غير ضرورية.

الخطر الثاني: خسائر غير محدودة

الربح من البيع على المكشوف محدود (السعر قد ينخفض إلى الصفر)، لكن الخسارة غير محدودة نظريًا. على سبيل المثال، إذا باع المستثمر 100 سهم بسعر 10 دولارات، وأقصى ربح هو 1000 دولار إذا انخفض السعر إلى الصفر. لكن إذا ارتفع السعر إلى 100 دولار، ستكون الخسارة 9000 دولار. وعندما تتجاوز الخسائر الهامش المقدم، يتم الإغلاق الإجباري.

مقارنة:

  • الربح من الشراء: شراء 100 سهم بسعر 10 دولارات، والخسارة القصوى عند 0 دولار، وهي 1000 دولار
  • الربح من البيع على المكشوف: بيع 100 سهم بسعر 10 دولارات، والخسارة عند ارتفاع السعر إلى 100 دولار، وهي 9000 دولار، والخسارة غير محدودة مع استمرار ارتفاع السعر.

الخطر الثالث: أخطاء التقدير

الربح من البيع على المكشوف يتطلب هبوط السعر. إذا كانت التوقعات خاطئة وارتفع السعر، سيواجه المستثمر خسائر سريعة. خاصة مع الرافعة المالية، قد تتضاعف الخسائر بسرعة أكبر من المتوقع.

المبادئ الأساسية لعملية البيع على المكشوف

القاعدة الأولى: التداول القصير الأمد

البيع على المكشوف غير مناسب للتمسك طويل الأمد. نظرًا لحدود الأرباح، يجب على المستثمرين أن يحققوا أرباحهم بسرعة. التمسك طويل الأمد قد يعرضهم لمخاطر ارتفاع السعر، الإغلاق الإجباري، وسحب الوسيط للأوراق المالية المقترضة في أي وقت، لذلك يُنصح باتباع استراتيجية قصيرة الأمد.

القاعدة الثانية: السيطرة على حجم المركز

يجب أن يكون البيع على المكشوف أداة للتحوط وليس استراتيجية رئيسية. عند التحوط من مركز شراء، يجب ألا يتجاوز حجم مركز البيع نسبة معقولة (عادة لا تتجاوز 30-50% من مركز الشراء)، لتجنب الإفراط في الرافعة المالية.

القاعدة الثالثة: الالتزام الصارم بوقف الخسارة وجني الأرباح

الكثير من المتداولين يضيفون مراكز بشكل أعمى بسبب الأمل في السوق، مما يؤدي إلى خسائر فادحة. البيع على المكشوف يتطلب مرونة، ويجب إغلاق المراكز عند الوصول إلى مستوى الربح أو الخسارة المحدد، وعدم التمادي في الانتظار أو التعلق بالأمل.

الخلاصة: متى تختار البيع على المكشوف

فهم المعنى العميق للبيع على المكشوف هو أساس وضع خطة تداول علمية. البيع على المكشوف هو في جوهره أداة تكتيكية عند وجود ثقة في السوق، وليس مقامرة. النجاح في البيع على المكشوف يتطلب توفر ثلاثة عناصر: التوقع الصحيح للسوق، نسبة مخاطر إلى عائد معقولة، والانضباط الصارم في التنفيذ. فقط عندما تتوفر هذه الشروط، يمكن أن يكون البيع على المكشوف مصدر دخل ثابت.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.51Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.52Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت