تراجع بيانات الاقتصاد الأمريكي، وارتفع اليورو بشكل معاكس للسوق مما أدى إلى إعادة تقييم dovish

شهد الدولار مؤخرًا ضغوطًا، حيث سجل زوج اليورو/الدولار يوم الثلاثاء ارتفاعًا بنسبة 0.51%، ليصل سعره إلى 1.1579، مقتربًا من مستوى 1.1600 الكامل. وراء هذا الارتفاع، يكمن ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية بشكل عام، خاصة تدهور ثقة المستهلكين بشكل حاد، مما دفع السوق إلى رفع توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر بشكل كبير.

ظهور إشارات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، ومؤشر PPI وثقة المستهلكين في دائرة الضوء

ظل مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الأمريكي لشهر سبتمبر ثابتًا عند معدل سنوي قدره 2.7%، وانخفض مؤشر PPI الأساسي من 2.9% إلى 2.6%، وهو أدنى من التوقعات عند 2.7%، مما يشير إلى تراجع ضغوط التضخم. في نفس الشهر، زادت مبيعات التجزئة بنسبة 0.2% على أساس شهري، وهو أقل بكثير من الزيادة البالغة 0.6% في الشهر السابق، مما يعكس تحول المستهلكين نحو الحذر في الإنفاق.

الأهم من ذلك، جاءت بيانات ثقة المستهلكين في اجتماع نوفمبر مفاجئة بخلاف التوقعات. انخفض مؤشر ثقة الأسر من 95.5 في أكتوبر إلى 88.7، بانخفاض قدره 6.8 نقطة، وهو أكبر انخفاض شهري منذ أبريل. بسبب إغلاق الحكومة، ارتفعت بشكل حاد المشاعر التشاؤمية بشأن سوق العمل، والأرباح، والأوضاع المالية، مما أثر مباشرة على الطلب على الدولار.

وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 99.81، بانخفاض قدره 0.37%، لأول مرة دون مستوى 100.00 الكامل، مما يؤكد ضعف الدولار بشكل أكبر.

ركود الاقتصاد الألماني لا يضر بارتفاع اليورو، وتقلبات العملات تتزايد

على الرغم من أن الناتج المحلي الإجمالي الألماني للربع الثالث لم يشهد نموًا على أساس شهري، بنسبة نمو بلغت 0.3% فقط على أساس سنوي، إلا أن هذا البيانات الضعيفة والمتوافقة مع التوقعات لم تكن عائقًا أمام ارتفاع اليورو. إن ظاهرة الركود في أكبر اقتصاد في أوروبا تبرز أن القوة الدافعة وراء ارتفاع اليورو تأتي بشكل رئيسي من تراجع الدولار، وليس من قوة اليورو ذاته.

خلال هذا الأسبوع، كان أداء زوج العملات واضحًا، حيث ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.46%. وفي الوقت نفسه، أدى تراجع مؤشر الدولار إلى إعادة تقييم المخاطر عبر الأسواق، مع أداء ثابت نسبيًا للجنيه الإسترليني والين الياباني كعملات ملاذ آمن.

إعادة تقييم السوق لسياسة الاحتياطي الفيدرالي، والمستثمرون يراقبون عن كثب بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية

مع تراجع بيانات التضخم، وتدهور ثقة المستهلكين، أصبح من المتوقع بشكل جماعي أن يواصل السوق توقع خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع FOMC في ديسمبر. سيركز المتداولون هذا الأسبوع بشكل خاص على بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية التي ستصدر يوم الأربعاء (بعد تعديل موسمي بسبب عطلة عيد الشكر)، حيث ستؤكد هذه البيانات مدى برودة سوق العمل الأمريكي.

لقد أدى تراجع الدولار إلى دورة ذاتية التعزيز: بيانات اقتصادية ضعيفة → ارتفاع توقعات خفض الفائدة → بيع الدولار → ارتفاع اليورو. من المتوقع أن يستمر هذا التعديل التيسيري في السوق خلال الأسابيع القادمة.

الجانب الفني: اختراق اليورو/الدولار المتوسطات المتحركة، 1.1600 هو مفتاح الاختبار

تشير الرسوم البيانية الفنية إلى أن زوج اليورو/الدولار قد اخترق مستوى 20 يومًا للمتوسط المتحرك البسيط (SMA) عند 1.1556، واستقر فوقه، مما يتيح اختبار مستوى أعلى. إذا نجح السعر في اختراق 1.1600 بسهولة، فإن المقاومة التالية ستكون عند تقاطع المتوسط المتحرك لـ50 و100 يوم عند نطاق 1.1631 إلى 1.1646، يليه المستوى النفسي عند 1.1700.

من ناحية أخرى، إذا انخفض السعر دون دعم 1.1550، فقد يستهدف البائعون مستوى 1.1500 وما دونه، مع دعم أدنى عند أدنى مستوى في 5 نوفمبر عند 1.1468، وقريب من المتوسط المتحرك لـ200 يوم عند 1.1409.

على المدى القصير، استقرار مؤشر PPI، وضعف مبيعات التجزئة، وتدهور ثقة المستهلكين، كلها عوامل تدعم أساسيات ارتفاع اليورو، ومن المتوقع أن يعزز الاختراق الفني هذا الاتجاه.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.52Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.51Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.56Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:2
    0.04%
  • تثبيت