شاهدت بعيني كيف اختفت مراكز شراء الفضة بقيمة 40 مليار دولار في 70 دقيقة فقط. انخفض السعر من 83.75 دولار إلى 75.15 دولار. لقد تداولت لسنوات عديدة ولم أرَ هبوطًا مفاجئًا كهذا من قبل.

بدأت القنوات التلفزيونية في تصوير قصة "انفجار الفقاعة"، محاولة إثارة الذعر ودفع الناس إلى البيع. لكن هذا الطرح أغفل الجزء الأهم — ما الذي حدث في شنغهاي في نفس الوقت.

المتداولون الأمريكيون كانوا يضغطون على السعر عند 75 دولارًا بشكل مستمر، بينما كان المشترون الصينيون يشتريون الفضة بسعر 90 دولارًا. 90 دولارًا! والأكثر جنونًا أن هذا الفارق لم يتقلص خلال الانهيار، بل استمر في الارتفاع. فكروا في معنى ذلك.

هذه ليست تقلبات سوق عادية، بل تظهر فراغ السيولة. بين 83 و76 دولارًا، لم يكن هناك أي طرف مستعد لاستقبال الأوامر، حيث أن التداول الآلي سحب جميع الطلبات. لم ينخفض السعر، بل انهار مباشرة. وعندما وصل إلى 75 دولارًا، تدفقت الطلبات الفورية كالسيل — استوعبت كل ضغط البيع في لحظة واحدة.

أما ضغط العرض فهو أكثر جنونًا. منذ 1 يناير، فرضت الصين رقابة كاملة على تصدير الفضة لمدة 72 ساعة، وتسمح فقط للمصدرين الحاصلين على تراخيص بالعمل. وهم يسيطرون على 70% من إمدادات الفضة العالمية. وفي الوقت نفسه، انخفض مخزون COMEX بنسبة 70%، كما أن مخازن لندن تتعرض لضغط شديد. مؤخرًا، عبر ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي عن أن نقص الفضة "وضع غير جيد".

البيانات عن نسبة الذهب إلى الفضة توضح الأمر بوضوح. الآن هي 60:1، لكن المتوسط التاريخي هو 30:1. لاستعادة التوازن، يجب أن يقفز سعر الفضة إلى 150 دولارًا.

يقول البعض إن هذا يعيدنا إلى أحداث عام 1980. لكن الفرق كبير. حينها، كانت عائلة هنت من المضاربين، يلعبون على الورق فقط. الآن، الأمر مختلف تمامًا، فهو طلب صناعي حقيقي يضرب المخزون الفارغ. خلايا الطاقة الشمسية لا تتفاوض على السعر، وصناعة الرقائق لا تنتظر.