أول حالة على مستوى العالم! ماستركارد وRipple يستكشفان استخدام شبكة XRPL لتسوية معاملات البطاقات

شركة ماستركارد، عملاق بطاقات الائتمان، أعلنت يوم الأربعاء عن تعاونها مع شركة Ripple لاستكشاف استخدام عملة RLUSD المستقرة على شبكة XRPL لإتمام معاملات بطاقات الائتمان. وذكرت الشركة أن تنفيذ هذا المشروع سيمثل أحد أوائل التعاونات التي تستخدم بنوك أمريكية منظمة بشكل كامل، وتستخدم عملات مستقرة منظمة على شبكة عامة للخصم من خلال تسوية المعاملات التقليدية للبطاقات الائتمانية. وتعد شبكة XRPL (سجل XRP) منصة مفتوحة المصدر تُستخدم لتعزيز وظائف الدفع.

لماذا اختارت ماستركارد Ripple و XRPL؟

(المصدر: Ripple)

في 5 نوفمبر، أعلنت ماستركارد عن تعاونها مع Ripple لاستكشاف استخدام عملة RLUSD المستقرة على شبكة XRPL لتسوية معاملات بطاقات الائتمان. ويُعد هذا التعاون ذا أهمية تاريخية لأنه يربط بين القطاع المالي التقليدي وتقنية البلوكشين بشكل رئيسي. فأنظمة تسوية بطاقات الائتمان تعتبر من الركائز الأساسية للبنية التحتية المالية العالمية، حيث تُعالج مليارات المعاملات يوميًا. ونقل هذا النظام إلى البلوكشين، خاصة باستخدام العملات المستقرة، يمثل تحولًا كبيرًا في تكنولوجيا الدفع.

شبكة XRPL (سجل XRP) هي منصة مفتوحة المصدر تُستخدم لتعزيز وظائف الدفع، ويُعد Ripple الداعم الرئيسي لهذه الشبكة. تتميز XRPL بخصائص تقنية تجعلها مناسبة جدًا للتطبيقات الدفعية، منها: سرعة المعاملات، حيث تُؤكد خلال 3 إلى 5 ثوانٍ، وهو أسرع بكثير من بيتكوين (حوالي 10 دقائق) وإيثيريوم (حوالي 12 ثانية). بالإضافة إلى ذلك، فإن رسوم المعاملات على XRPL عادة أقل من 0.0001 دولار، وتكاد تكون معدومة. وأخيرًا، فإن قدرة المعالجة، التي تصل إلى 1500 معاملة في الثانية، تتيح أداءً عاليًا في الاستخدامات الواقعية.

عملة RLUSD المستقرة من Ripple هي العنصر التقني الرئيسي في هذا التعاون. RLUSD هي عملة مستقرة مربوطة بالدولار الأمريكي بنسبة 1:1، وتدعمها احتياطيات من الدولار الأمريكي وسندات قصيرة الأجل. تجاوزت قيمة RLUSD السوقية 1 مليار دولار، وأصبحت واحدة من أكبر عشر عملات مستقرة. في إطار هذا التعاون، ستُستخدم RLUSD كعملة تسوية تربط بين المعاملات التقليدية عبر بطاقات الائتمان وتقنيات التسوية على البلوكشين.

اختارت ماستركارد Ripple و XRPL بدلاً من شبكات أخرى مثل إيثيريوم أو سولانا، بناءً على عدة اعتبارات. أولاً، لدى Ripple خبرة واسعة في مجال المدفوعات العابرة للحدود والتعاون مع المؤسسات المالية، حيث أبرمت شراكات مع أكثر من 300 مؤسسة مالية حول العالم. ثانيًا، خصائص XRPL من حيث السرعة والتكلفة والقدرة على المعالجة تجعلها مثالية لسيناريوهات الدفع عالية التردد. ثالثًا، علاقات Ripple الجيدة مع الجهات التنظيمية، خاصة بعد تحقيق انتصارات مهمة في النزاعات القانونية مع SEC، توفر ضمانات للامتثال التنظيمي.

أهمية خطوة تسوية بطاقات الائتمان على شبكة عامة منظمة

تقول الشركة في بيانها: «بمجرد التنفيذ، سيمثل ذلك أحد أوائل التعاونات التي تستخدم بنوكًا أمريكية منظمة، وعملات مستقرة منظمة على شبكة عامة، لتسوية معاملات بطاقات الائتمان التقليدية». تتضمن هذه العبارة ثلاثة شروط رئيسية: «بنوك أمريكية منظمة»، «شبكة عامة»، و«عملات مستقرة منظمة». هذه الشروط تحدد الطابع التاريخي لهذا التعاون.

• «البنوك الأمريكية المنظمة» تشير إلى WebBank، وهي بنك مرخص في ولاية يوتا، وتخضع لرقابة هيئة التأمين على الودائع الفيدرالية (FDIC). WebBank لديها خبرة واسعة في مجال التكنولوجيا المالية، وتوفر تراخيص بنوك وخدمات مالية لشركات مثل Affirm وKlarna. استخدام بنك منظم كمصدر للبطاقات يعني أن التعاون يتم ضمن إطار تنظيمي كامل، وليس في مناطق رمادية.

• «الشبكة العامة» تؤكد على شفافية XRPL وافتتاحيتها. على عكس الشبكات الخاصة أو المصرح بها، فإن معاملات الشبكة العامة مرئية للجميع، ويمكن لأي شخص تشغيل عقدة والمشاركة في الشبكة. توفر هذه الشفافية قدرات تدقيق إضافية ومقاومة للرقابة، رغم أن البيانات (مع الحفاظ على الخصوصية) تكون متاحة للجميع.

• «العملات المستقرة المنظمة» تشير إلى RLUSD. تلتزم Ripple بمعايير صارمة عند إصدار RLUSD، بما في ذلك تدقيق الاحتياطيات من قبل طرف ثالث، وعمليات مكافحة غسيل الأموال (AML)، وإجراءات معرفة العميل (KYC). وهذا يميز RLUSD عن بعض العملات المستقرة غير المنظمة، مثل USDT في مراحلها المبكرة، التي واجهت انتقادات بسبب عدم الشفافية في الاحتياطيات.

الثلاثة إنجازات رئيسية لهذا التعاون

الإنجاز التنظيمي: أول مرة يتم فيها دمج بنك منظم، شبكة عامة، وعملة مستقرة منظمة في حل دفع واحد.

الإنجاز التقني: ربط شبكة الدفع التقليدية بنظام التسوية على البلوكشين بشكل سلس.

الإنجاز التجاري: توفير بنية تحتية أقل تكلفة وأسرع لبطاقات الائتمان المدعومة بالعملات الرقمية.

وقد يكون للأثر طويل المدى لهذا التعاون تأثير يتجاوز تسوية بطاقات الائتمان، إذ يثبت أن تقنية البلوكشين يمكن دمجها في البنية التحتية المالية التقليدية بشكل رئيسي، وليس فقط كخدمة إضافية. وإذا نجح هذا النموذج، فقد يمهد الطريق لمؤسسات أخرى مثل Visa وغيرها لاعتماد تقنيات مماثلة.

ماستركارد تسرع في تبني نظام البلوكشين

تواصل ماستركارد تعزيز علاقاتها مع شركات وتقنيات العملات الرقمية. من الجدير بالذكر أن الشركة أبرمت في يونيو تعاونًا مع Chainlink، سمح للمستهلكين «بالتحويل الآمن بين العملات الورقية والعملات الرقمية مباشرة على السلسلة». وبهذا، يمكن للمستخدمين شراء العملات الرقمية باستخدام بطاقاتهم مباشرة، دون الحاجة إلى عمليات إيداع عبر منصات التداول التقليدية.

وفي الأربعاء، أعلنت شركة Humanity Protocol، المزودة لحلول الهوية الرقمية، عن تعاون مع ماستركارد. وذكر البيان أن التعاون «سيمكن المستخدمين من الوصول إلى خدمات الائتمان والقروض والخدمات المالية الحقيقية عبر تقنية التمويل المفتوح، باستخدام منصة Humanity Protocol». ويعكس ذلك أن استكشاف ماستركارد لتقنيات البلوكشين لا يقتصر على التسوية فحسب، بل يمتد إلى التحقق من الهوية، وتقييم الائتمان، والشمول المالي.

وتُظهر هذه الشراكات أن عملاق المدفوعات التقليدي يتجه نحو تبني استراتيجي لتقنيات البلوكشين، بعد أن كان متحفظًا في البداية. فبدلاً من مقاومة التغيير، يختار الآن المشاركة النشطة، ويعمل على تشكيل مستقبل التمويل. من خلال التعاون مع Ripple وChainlink وغيرها، تسعى ماستركارد لأن تكون جسرًا بين القطاع المالي التقليدي والتمويل اللامركزي.